منقول من صفحة يونيسف اليمن على الفيس بوك تحاول خديجة أحمد من مديرية الزيدية في محافظة #الحديدة #اليمن أن تجعل طفلتها تهاني التبسم للكاميرا. لكن تهاني تبدو ضعيفة و غير قادرة على الحركة و اللعب مع بقية الأطفال في احدى غرف مركز صحي تغذوي لعلاج الأطفال من سوء التغذية . هذه هي المرة الثانية التي تأتي بها تهاني للمركز للعلاج من سوء التغذية الحاد...
قصة تهاني و معاناتها من مرض سوء التغذية جاءت تهاني إلى هذا الوجود بعد بداية الحرب في اليمن بعدة أشهر. تهاني هي الطفلة الأصغر بين أخوتها الثلاثة. تقول والدتها أن ظروفهم المعيشية ازدادت تدهوراً بسبب الحرب. "يعمل زوجي بالأجر اليومي كعامل بناء أو في الزراعة أو أي عمل قد يحصل عليه و هو يواجه صعوبة بالغة في الحصول على عمل في هذه الفترة و لا يستطيع توفير الطعام لنا في أوقات كثيرة. نتناول وجبة واحد أو اثنتين يومياً في كثير من الأحيان." تقول خديجة والدة تهاني. تعتبر محافظة الحديدة من أفقر المحافظات اليمنية حيث يعمل أغلب أفرادها في أعمال التجارة أو الزراعة أو الصيد. تدهورت الحالة المعيشية لدى ألاف المواطنين بسبب الحرب الدائرة في اليمن. في شهر سبتمبر، تم إستقبال تهاني في مركز تغذوي علاجي تعمل فيه طيبة و هي مؤسسة غير حكومية. هناك تم قياس محيط الذراع الأعلى لتهاني و تم وزنها. يقول الدكتور محفوظ نعمان و هو الطبيب المشرف على حالة تهاني في مركز التغذية أن وزن تهاني أقل بكثير من أقرانها الأطفال الأصحاء الذين هم بنفس عمرها و نفس طولها. كانت تهاني تزن 6.3 كيلو بينما الوزن الطبيعي لطفل في مثل عمرها هو 12 كيلو و هذا يعني أن تهاني تعاني من مرض سوء التغذية الحاد الوخيم. "بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، فإنها تعاني من خمول و ضعف عام و عدم مقدرتها على الشعور بالمرح و اللعب مع الأطفال الأخرين،" يقول الدكتور نعمان و يضيف أن أغلب الأطفال الذين يأتون إلى المركز للعلاج، يعانون من مضاعفات أخرى كإلتهاب الصدر الأمر الذي يتسبب بتدهور صحتهم. بجانب تهاني، هناك 6 أطفال أخرين في المركز و جميعهم مصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم بدرجات مختلفة مع مضاعفات صحية أخرى تزيدهم ضعفا. هذا المركز هو واحد من خمسة مراكز تغذوية علاجية تدعمها منظمة اليونيسف بشكل شامل في محافظة الحديدة. يقول الدكتور خالد الشيباني و هو أخصائي صحة و تغذية في منظمة اليونيسف أن حالات سوء التغذية في الحديدة هي واحدة من الأسوأ في اليمن و تهاني هي واحدة من 385 ألف طفل يعاني من سوء التغذية الحاد الوخيم في اليمن. بين يناير و أغسطس 2017 تم علاج أكثر من 46 ألف طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية في مراكز تدعمها منظمة اليونيسف في المحافظة من خلال المراكز الصحية التغذوية أو المراكز الصحية التي تقدم الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة اليمنية،" يقول الدكتور الشيباني. و يضيف أن منظمة اليونيسف تعمل بالشراكة مع المانحين للوصول إلى 90 ألف طفل بنهاية العام الجاري. تعمل المراكز التغذوية العلاجية التي تدعمها اليونيسف بعلاج الأطفال من المضاعفات المصاحبة لسوء التغذية كالإسهال و الحُمى و السُعال. بعد أن يتم إستقرار حالة الطفل يتم التصريح له بالخروج من المركز التغذوي العلاجي ليتم متابعته من قبل مستشفى المديرية الأقرب إليه و من أجل أعطائه التغذية العلاجية حتى يتم شفائه. بعد أسبوع من دخول تهاني المركز انتهت مضاعفات الحمى و السعال لديها و أصبح وزنها 6.6 كيلو و تم تحويلها للمتابعة في مستشفى مديرية الزيدية في الحديدة الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية. "تقوم
#منظمة_الصحة_العالمية بالشراكة مع
البنك الدوليالدولي على دعم مستشفى الزيدية بالمديرية بتقديم دعم للميزانية التشغيلية للمركز و توفير سيارة إسعاف و أدوية ضرورية من ضمنها التغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية،" يقول الدكتور عبد الله سالم و هو مسئول صحة في منظمة الصحة العالمية في محافظة الحديدة. بفضل الدعم المقدم من الصندوق المشترك للتمويل الإنساني، تقوم اليونيسف بدعم المرافق الصحية التغذوية في اليمن. و كجزء من مشروع الصحة و التغذية الطارئ المنفذ من قبل منظمة اليونيسف و منظمة الصحة العالمية بدعم من البنك الدولي، تقوم منظمة الصحة العالمية بدعم مستشفيات عامة و مستشفيات المديريات بواسطة تقديم الأدوية الضرورية و دعم تلك المستشفيات بنفقات التشغيل. بينما تقوم منظمة اليونيسف للطفولة بدعم المراكز الصحية الأولية بالأدوية و نفقات التشغيل و دعم العيادات المتنقلة التي تقدم خدمات صحية أساسية للأطفال تحت سن الخامسة و للأمهات الحوامل. يهدف مشروع الصحة و التغذية الطارئ إلى دعم النظام الصحي في اليمن لكي يكون قادراً على مواصلة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين اليمنيين. يتلقى هذا المشروع الدعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي حيث تقوم هذه المؤسسة على دعم البلدان الأكثر فقراً في العالم و من ضمنها اليمن.